إصلاح نظام الدكتوراه أو إغلاقه
في مقاله المنشور في مجلة Nature عدد 472 ينتقد مارك ك. تايلور، أستاذ قسم الدين في جامعة كولومبيا، نظام التعليم العالي للدراسات العليا، خصوصا برامج الدكتوراه في الولايات المتحدة، ويصفه بأنه نظام متهالك وغير مستدام، تم تصميمه على نموذج يعود إلى العصور الوسطى، ولم يعد مناسبًا لواقع سوق العمل الحالي. يشير الكاتب إلى أن العديد من برامج الدكتوراه تُنتج فائضًا كبيرًا من الحاصلين على الشهادات، دون توفر وظائف كافية لهم، مما يحول هذه الشهادات إلى وهم قاسٍ أكثر من كونها فرصة حقيقية.
يرى تايلور أن هذا النظام يخدم بالأساس مصلحة الأساتذة والمشرفين الذين يعتمدون على طلاب الدكتوراه كمساعدين في الأبحاث والتدريس، لكنه يهمل مصلحة الطلبة أنفسهم، الذين يقضون سنوات طويلة في التكوين دون ضمانات مهنية واضحة بعد التخرج.
كما يُبرز المقال الأزمة المالية التي تعاني منها الجامعات، والتي تدفعها إلى الإبقاء على النظام الحالي لأسباب تتعلق بالتمويل والهيكلة، رغم علمها بعدم جدواه. ويقترح الكاتب حلين لا ثالث لهما: إما إغلاق برامج الدكتوراه غير المجدية، أو إصلاحها بشكل جذري. ويشمل الإصلاح المقترح إعادة هيكلة التكوين، وجعل البرامج متعددة التخصصات ومفتوحة على التعاون بين الجامعات والقطاعات الأخرى، مع التركيز على المهارات التي تلبي حاجات المجتمع.
ويختتم الكاتب بدعوة ملحّة إلى إعادة التفكير في الدور الحقيقي للدكتوراه في عالم متغير، لأن مستقبل التعليم العالي - في الولايات المتحدة والعالم - يعتمد على مدى النجاح في هذا الإصلاح.
الكلمات المفتاحية: نظام الدكتوراه، التعليم العالي، إصلاح التعليم، سوق العمل، الجامعات الأمريكية، التمويل الجامعي، التخصص الأكاديمي، مارك ك. تايلور.